• الصفحة الرئيسية
  • تصفح
    • العدد الحالي
    • بالعدد
    • بالمؤلف
    • بالموضوع
    • فهرس المؤلفين
    • فهرس الكلمات الرئيسية
  • ارسال المقالة
  • معلومات عن الدورية
    • عن الدورية
    • هيئة التحرير
    • قواعد البيانات المفهرسة
    • روابط متعلقة
    • الأسئلة الأكثر شيوعاً
    • عملية مراجعة النظراء
    • الأخبار
  • دليل المؤلفين
  • اتصل بنا
 
  • تسجيل الدخول
  • التسجيل
الصفحة الرئيسية بيانات المقالة
  • حفظ التسجيلات
  • |
  • النسخة قابلة للطبع
  • |
  •  أبلغ الاصدقاء
  • |
  • إرسال الاستشهاد إلى  أرسل إلى
    RIS EndNote
المقالات الجاهزة للنشر
العدد الحالي
أرشيف الدورية
المجلد المجلد 1436 (1436)
المجلد المجلد 1435 (1435)
المجلد المجلد 1434 (1434)
المجلد المجلد 1433 (1433)
العدد العدد 33
العدد العدد 32
العدد العدد 31
العدد العدد 30
المجلد المجلد 1432 (1432)
المجلد المجلد 1431 (1431)
المجلد المجلد 1429 (1429)

الإرهاب بین الخطاب الغربی والإسلامی

المقالة 5، المجلد 1433، العدد 32، أكتوبر 1433، مرداد 1391، الصفحة 75-106  XML PDF (641 K)
نوع المستند: علمی پژوهشی
المستخلص
إن ظهور مصطلح الإرهاب مؤخرًا فی دراسات الحقوق والعلاقات الدولیة جاء نتیجة للتطورات التی حصلت علی صعید علاقة الإنسان بالإنسان فی ظل منطق القوة والبنی والمؤسسات التی تؤید هذا المنطق فی العصر الحاضر. لقد أوجدت التطورات الهیکلیة المذکورة فیما یخص التعریف النظری (Conceptual Definition) والتعریف الإداری (Administrative Definition) لمصطلح الإرهاب أوجدت خطابًا جدیدًا بشأن الدراسات المرتبطة بالعلاقات والحقوق الدولیة. على أن الخطاب الجدید هذا یخضع لتأثیر العلاقات التی تلعب دورًا حاسمًا فی خلق العمل الإرهابی (Terrorism Actions) أو الهویة الإرهابیة أکثر مما یخضع لنوع العمل الإرهابی (Terrorism Acts) أی بعبارة أخرى «التجسید الإرهابی»...
النص الكامل

حسن بشیر*[1]  

 

الإرهاب بین الخطاب الغربی والإسلامی

(الصفحات 75- 106)

 

ملخّص

إن ظهور مصطلح الإرهاب مؤخرًا فی دراسات الحقوق والعلاقات الدولیة جاء نتیجة للتطورات التی حصلت علی صعید علاقة الإنسان بالإنسان فی ظل منطق القوة والبنی والمؤسسات التی تؤید هذا المنطق فی العصر الحاضر. لقد أوجدت التطورات الهیکلیة المذکورة فیما یخص التعریف النظری (Conceptual Definition) والتعریف الإداری (Administrative Definition) لمصطلح الإرهاب أوجدت خطابًا جدیدًا بشأن الدراسات المرتبطة بالعلاقات والحقوق الدولیة. على أن الخطاب الجدید هذا یخضع لتأثیر العلاقات التی تلعب دورًا حاسمًا فی خلق العمل الإرهابی (Terrorism Actions) أو الهویة الإرهابیة أکثر مما یخضع لنوع العمل الإرهابی (Terrorism Acts) أی بعبارة أخرى «التجسید الإرهابی».

إن الخطاب الغربی الجدید حیال الإرهاب یستمد جذوره أساسًا من أسلوب تعاطی العالم الغربی الحدیث مع موضوع حقوق الإنسان على أساس تقیید الفرد فی نطاق الطبیعة. حیث استطاع الغرب من خلال خطابه حول الإرهاب والاستعانة بالتکنولوجیا الواسعة لوسائل الإعلام وشبکات الاتصالات وأیضًا بالاستعانة الذکیة والواعیة بالدور المؤثر للمنظمات الدولیة ، استطاع أن یجعل هذا الخطاب هو الخطاب السائد والغالب (Dominant Discoures) فی هذا المجال. هذا الخطاب السائد حول الإرهاب وعلى ضوء هذا التوجه وهذا التعاطی الغربی مع هذه الظاهرة فقد ظهرت فی عالمنا المعاصر مفاهیم ومقولات جدیده ألقت بظلالها على الکثیر من الحرکات الداعیة إلى تحقیق العدالة ومحاربة الظلم والاضطهاد وأوجدت شبکة واسعة من الالتباسات الحقوقیة والاتصالات الدولیة التی جعلت من الصعوبة بمکان الفصل بین مفهوم التصدی للهیمنة ومفهوم قبول الهیمنة بحیث لم تعد الحدود واضحة بین هذین المفهومین المتناقضین .

إن الغرب وبالرغم من ادعائه السعی لإزالة أی إبهام عن الدوافع السیاسیة أو الایدیولوجیة للإرهاب ومکافحته بشکل جدی فإنه فی الحقیقة بصدد القضاء على الاسالیب الفاعلة لاحتواء هذه الظاهرة المشؤومة على مستوى العالم وضرب التوازن القابل للتحقیق فی العلاقات الدولیة واستغلال مجالات وبؤر الاضطرابات والتوتر لتحقیق مصالحه.

و فی مقابل الخطاب الغربی هناک الخطاب الإسلامی حول حقوق الإنسان ومکافحة الإرهاب الجدید، وینبع هذا الخطاب من نظرة الإسلام إلى الإنسان وعلاقات المجتمعات البشریة مع بعضها البعض، حیث یعتبر من جهة الإنسان مخلوقًا من قبل الله ومن جهة أخرى یعتبر الإسلام الإنسان خالقًا لأعماله وتصرفاته.و هناک روابط ومعاییر تتحکم بمجالی التکوین هذین حیث بینتها وحددتها الأدیان الإلهیة.

و قد نتج عن هذین الخطابین خطاب جدید حول العلاقات والحقوق الدولیة  بالرغم من التمهیدات المختلفة التی جرت لجعل منطق الخضوع للهیمنة والتسلط والذی تتضمنه ظاهرة العولمة (Globalization) أمرًا یحظى بالقبول، إلا  أن ذلک مهّد الأرضیة شیئًا فشیئًا لنشوء حالة من التشکیک بالأهداف التی یسعى إلیها الخطاب الغربی حول الإرهاب ولا سیما فی مجال «الإرهاب المنظم» (Organised Terrorism) حیث یمکن اعتبار ذلک بدایة طیبة لبروز  أکثر فاعلیةً وتأثیرًا للخطاب الإسلامی فی مجال حقوق الإنسان وضرورة الاهتمام بتحقیق العدالة فی العلاقات الدولیة وتأسیس نوع من التعامل الدولی وبالشکل المطلوب عالمیًا.

 

أزمة معرفة

ظاهرة الإرهاب بأشکالها وصورها المختلفة کانت طوال التاریخ على ارتباط وثیق بنظام السلطة والقوة والمؤسسات المؤیدة لمنطق القوة. وإن إحدى أبرز خصائص الإرهاب خلال مرحلة تکوینه تخطیه المراحل المعتادة والمألوفة للوصول إلى السلطة([1]).

النظریات المطروحة حول هذه الظاهرة تظهر بأنها مستمده من مبدأ القوة أکثر من کونها مستمدة من مبدأ العدالة وهذه النظریات لا تبدو متأثرة بمآسی ضحایا الاغتیالات. وکما یقول «فوکو» فی کتابه نقد السلطة فإن القوة (السلطة) الحاکمة هی التی تحدد الخطاب السائد حول مفهوم الإرهاب کما تعین الدال والمدلول لهذا المفهوم أیضًا ([2]).

بعبارة أخرى فإن الخطاب السائد فی العصر الحدیث وما یعززه من معنى یتعارض مع ما کان مألوفًا فی العصر ما قبل الحدیث لا ینظر  إلى ذات الأشیاء وبالتالی فهو خطاب تعاقدی. هذا الخطاب یمکن تفسیره وتبیینه فی إطار السلطان والقوى الحاکمة وبالتالی فإن ما یترتب على ذلک الخطاب یکون خاضعًا لتأثیر حجم الأنظمة الحاکمة ومدى عمق نفوذها فی الحیاة الاجتماعیة. ومن ناحیة أخرى فإن القوی الحاکمة والمهیمنة فی کل حقبة ومن خلال تعیینها للأطر العقلیة ومصادیق العقلاء هی التی ترسم وتضع العرف المقبول به عالمیًا حیث تقوم تلک القوى الحاکمة وباستخدام العناصر والعوامل المتاحة بإعادة صیاغة هذا العرف وتعریفه لتقدمه باعتباره الأسلوب والطریق الأنسب والأصلح.

فی العصر الحدیث وعصرما بعد الحداثة ([3]) ونظرًا لوجود وسائل الإعلام القویة وشبکات المعلوماتیة الدولیة فإن خلق المفاهیم الجدیدة ([4]) عن طریق القوى العالمیة المهیمنة أصبح لیس فقط أکثر سهولة وأکثر سرعة بل أضحت تلک المفاهیم التی اختلقتها القوى السلطویة فی العالم ذات تأثیر أعمق على ضوء العوامل النفسیة. هذه النظریات التی تحدد وترسم القواعد والمفاهیم المطلوبة فی المجتمعات العصریة والتی تتمتع بمفاهیم تحظى بقبول العقلاء فی أطر عقلانیة التی هی أیضًا نتاج لنفس تلک النظریات التی تضعها القوى السلطویة ، تعمل على إیجاد تیارات تتناغم مع القوى السلطویة وتتشکل فی مختلف المجالات السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة.

إن الأزمة التی یشهدها العالم حالیًا هی نتیجة أزمة المعرفة والمنطق الناجمة عن هیمنة نظریات محور القوة السائدة قبل أن تکون نتیجة اختلال التوازن بین القوى العسکریة والخوف من هیمنة منطق القوة.([5]) إذ أن أصحاب النظریة القائمة على أساس محور القوة ومن خلال تغییرهم لمفاهیم معینة تمکنوا من خلق وإیجاد نظریات الهیمنة العالمیة ([6]) التی تضمنت فی ثنایاها إضعافًا للنظریات القائمة على أساس مبدأ العدالة حیث لم یعد لهذه النظریات مکان فی عالم یسوده إعلام أحادی الجانب.

إن بروز ظاهرة الإرهاب بشکلها الجدید ([7]) وبالرغم من ماضیها الطویل فی تاریخ البشریة تزامن مع خصائص معینة اتسمت بها هذه الظاهرة، وجاءت ظاهرة الإرهاب الجدیدة هذه نتیجة منافسات جدیدة بین القوى الموجودة على الساحة العالمیة ولا سیما بعد انهیار الاتحادالسوفییتی السابق، تلک المنافسات التی لم تکن تستهدف الحصول على موقع متفوق أو إیجاد توازن للقوى ([8]) ذات  توجهات لم تکن موجودة لا قبل فترة الحرب الباردة ولا خلالها، بل إن تلک المنافسات کانت نتیجة لاختلال میزان القوة من جهة والأزمة الناجمة عن فراغ القوة، وکذلک نتیجة لتوزیع مراکز القوة والأزمات ([9])معًا على مستوى العالم. وبالطبع فإن هذا الوضع لیس بمعنى إضعاف المعسکر الأمریکی القوی فی العالم المعاصر،  بل على العکس من ذلک مع تعدد مراکز الأزمات فی العالم فإن الأرضیة أصبحت مهیأة أکثر مما کانت علیه منذ قبل بدء الحرب الباردة وحتى الآن لتواجد وتحرک أقوى للقطب الأمریکی فی العالم.

و«الإرهاب» موجود فی ظل الأوضاع الجدیدة کدافع وحافز لفرض القوة والهیمنة وبروزها بمختلف أشکالها وأیضًا نتیجة لاختلال میزان القوى. والإرهاب موجود أیضًا کذریعة لمواجهة القوى الکبرى الأخرى والتی ظهرت نتیجة «للعولمة»([10]) عن قصد أوعن غیر قصد. إن الأزمة المذکورة ظهرت نتیجة مع اتساع ظاهرة الإرهاب. ومرة أخرى فإن تولید مفاهیم جدیدة عن الإرهاب من قبل القوى السلطویة أمر غیر ممکن فی ظل منطق القوة والعوامل التی یتشکل منها هذا المنطق دون تحلیل للنظریات التی وجد الإرهاب على أساسها، والتی تمتد جذورها داخل ترکیبة القوة والسلطة نتیجة لانهیار نظام القطبین وهیمنة القطب الواحد على العالم. وعلى أساس نظرة کهذه یصبح تبیین أهداف النظریات المختلفة (حول الإرهاب) والتی یمکن تقسیمها  إلى مجموعتین غربیة وإسلامیة أمر لا مناص منه فی ظل الظروف الدولیة المفروضة أو غیر المنشودة.

 

ظهور «الإرهاب» فی الخطاب الغربی:

یتناول هذا البحث المحاور الثلاثة التالیة:

1-         نشوء الإرهاب المنظم والجدید فی ظل الخطاب الغربی.

2-         تعریف الإرهاب وأهدافه فی ظل الخطاب الغربی.

3-         أهداف الخطاب الغربی حول الإرهاب

 

1-         ولادة الإرهاب المنظم والجدید فی الخطاب الغربی:

یرى « جیمز در دریان»([11]) إن نشوء الإرهاب الجدید فی الخطاب الغربی جاء نتیجة لقیام الثورة الفرنسیة ویعتقد بأن مصطلح الإرهاب کان یتضمن مفهومًا اجتماعیًا إیجابیًا فی بدایة الثورة الفرنسیة، ولکن تغییرًا أساسیًا‌ طرأ على هذا المفهوم بعد التمادی فی استخدام المقصلة، وبعدما أصبح للثورة الفرنسیة بعدًا عالمیًا. ویرى « در دریان » إن تغییر المصطلح المذکور من مفهومه الإیجابی إلى المفهوم السلبی حدث فی تلک الفترة التی أشار فیها «أدموند برک »([12]) إلى الآلاف من قساة القلوب ممن یسمون بالإرهابیین (Laqueur, 1978 P.17) وحیث أدرج هذا المصطلح فی القاموس الجدید مع عبارات التحقیر والاشمئزاز.[13]

لقد نشأ الإرهاب المنظم فی النصف الثانی من القرن التاسع عشر. وبغض النظر عن الأهداف والأرضیة السیاسیة التی أدت إلى نشوئه فقد کان له منذ البدایة هدف مشترک. فقد کان الإرهابیون جمیعًا یدعون إلى النهضة الدیمقراطیة والدفاع عن الشعوب. (طیب 2003 ص 25).

وعلى سبیل المثال فقد شهدت روسیا نماذج من الإرهاب المتمثل بحرکة «نارودنا یا فولیا »([14]) وحزب « الثوار الاجتماعیون »([15])(المصدر السابق، ص27).

الإرهاب الإیـرلندی المتمثل بعملیات الجیش الجمهوری الإیرلندی،  بدأ نشاطه منذ عام 1890 ، أما الإرهاب فی أوروبا الغربیة فقد بدأ بالدعایة العملیة لأتباع المذهب الفوضوی (أنارشیسم) منذ العام 1890 .

وخلال فترة الثمانینات من عام 1880 وحتى العقد الأول من القرن العشرین تعرض عدد من المسؤولین البارزین فی أوروبا وأمیرکا لحوادث اغتیال کثیرة وکان « غارفیلد » ([16])و« مک کینلی »([17]) من رؤساء الجمهوریة السابقین فی أمیرکا من جملة ضحایا عملیات الاغتیال هذه . وکمثال فإن الإرهاب العمالی فی أمیرکا هو نموذج للإرهاب الجدید. وفی هذا المجال یمکن أن نشیر الى النزاعات العمالیة کحوادث العنف التی جرت فی « مولی مکوایرز »([18])و حادث التفجیر فی ساحة « هی مارکت » ([19]) فی عام 1886 کما أن اغتیال « فرانک ستنبرغ » (